الفلفل الحار"شطة "تلسع وتعالج الأمراض
الهريسة" التونسية و"الشطة" المصرية التي يستخدم فيها الفلفل الأحمر أو الأسود اللاذع، وما يطلق عليها من تسميات شعبية أو "أحياناً التلويح والتهديد باستخدامها"، لم تأت أسماؤها من فراغ، فهي بمجرد أن يسمع الإنسان اسمها يتذكر مدى "حرارتها" و"النار" التي تلسع متذوقها، وربما يبدأ العرق في التسرب من أنحاء جسمه.
الأطباء بدأوا مؤخراً يبحثون في إجراء الاختبارات عليها وما إذا كان يمكن استخدام عناصرها ومكوناتها في الشفاء من الأمراض والعمليات الجراحية. فقد لجأ الأطباء إلى استخلاص المادة الكيميائية التي تعطي المذاق "الحار اللاذع" للفلفل، بأنواعه، ووضعوها على الجروح أثناء إجراء عملية استبدال الركبة وبعض العمليات الجراحية الأخرى، بحسب الأسوشيتد برس.
واستخدم الأطباء في هذه التجارب مادة كيميائية نقية للغاية من مزيج خلاصة الفلفل لمنع تلوث الجروح، غير أن المرضى لم يصرخوا جراء الألم الناجم عن وضع هذه المادة على جروحهم لأنهم كانوا تحت التخدير. يعتقد الأطباء أن المفعول الحار الناجم عن إعطاء المريض جرعات كافية منه، تخدر الأعصاب لأسابيع، بحيث أن المرضى يعانون من ألم أقل وبالتالي فلن يحتاجوا إلا لعدد قليل من الأدوية الخاصة بوقف الآلام، أثناء مرحلة الشفاء.
يقول الاختصاصي في الآلام، الطبيب الدنماركي إسكي أسفانغ: "نحن نرغب في الاستفادة من هذا الخدر (الناجم عن وضع الفلفل في الجروح)." يشار أن الفلفل بأنواعه المختلفة تقريباً يعتبر شكلاً شائعاً من أشكال العلاج التقليدي في العديد من البلدان.
وفي جامعة هارفارد، يمزج الباحثون خلاصة الفلفل مع أنواع أخرى من المواد المخدرة على أمل تطوير علاج مخدر بحيث يغني عن توثيق المرأة الحامل بسرير الولادة، أو يغني عن جرعة التخدير الموضعي عند طبيب الأسنان.
المعروف أن الخلايا العصبية التي تستشعر الألم لديها "مستقبلات" أو بوابات يطلق عليها اسم Trpv1، يرتبط بها الفلفل (خلاصته) ويفتحها ويتجه مباشرة إلى ألياف الألم تلك، ولا يتجه إلى الأعصاب الأخرى المرتبطة بآلام أو وظائف غيرها، مثل الحركة.
وتستشعر الأعصاب التي يطلق عليها أعصاب C الحرارة، ومن هنا يأتي الشعور بالنار والحريق عند من يتناول الفلفل، ولكن عندما تفتح مستقبلات الأعصاب Trpv1 ، فهي تتيح المجال لدخول مزيد من الكالسيوم، إلى أن تصبح الأعصاب ممتلئة بالكامل، ومن ثم تغلق بواباتها أو مستقبلاتها، وهنا يحدث الخدر.
منقوووووووووووووووووول